الأحد، 12 أكتوبر 2014

حزن

حزن

ل منى بنت حبراس السليمية

أنا والحزن بابان
كلما أغلقته أوصدني

نسيان

نسيان

ل منى بنت حبراس السليمية

بعض الصدمات
تحتاج منا
أن نقلب الصفحة؛
لنستمر
وأنا..
قلبت الصفحة
وآزرني النسيان

أناي التي أدبرت

أناي التي أدبرت

ل منى بنت حبراس السليمية

تعلمت:
ألا أمنح شيئا كلي
ﻷنه إن أدبر..
أدبر كله!

تلفت

تلفت

ل منى بنت حبراس السليمية

تلفت وراءك
موكب الأحباب يتبعك،
قم وألق نظرة على سربنا السائر خلفك،
وأرح قلوب المفجوعين بسقمك..

قم واهزأ بأجهزة طبهم،
وأزح عن صدرك أنابيب علاجهم،
فنحن الهواء .. ونحن الدواء

ترجل يا أبي،
وقل لهم إن سيارات الإسعاف تخنق صوتك،
فقد أفسحنا لك مقعدا بيننا لم يملأه سواك..

أبي انظر:
قوافلنا تتبع خطاك..
فألق التحية على قلوب مستقبليك،
فقد شاقهم حضورك الصاخب،
الصمت لا يليق بك .. قم وأسمع الدنيا أبياتا من شعرك

قبل الرحيل: 21 من أغسطس 2008م

زلال

زلال

ل منى بنت حبراس السليمية

هناك..
انسكبنا شلالات في الطرقات
نروي عطاش الأرض زلال بهجتنا
وتراقصنا غيمات ضاقت عنها جنبات الفضاء

هناك..
ليتنا كنا .. ليتنا لم نكن

حريق

حريق

ل منى بنت حبراس السليمية

العالم يحترق

كم من الأنفاس سأحتاج لأكتم صوت الألم، ما أقسى الأنفاس الصدئة من رطوبة الأحزان!

كل ما في الحياة أطفأ أقماره ونام.. لم يبق إلا المحاق صامدا ينثر في الدنى ظلال الظل، حين لن يبقى في الوجود دليل لأي منهما..

محض ترهات واهم.. فالدنيا ظلام!

لماذا؟

لا تعطينا الحياة غير السخرية.. هي فعلا كما قال عنها (سليمان المعمري في عصافير) ترمي إلينا بالأفراح كما يرمى للكلاب بقطعة عظم! وما إن نهم بالاستمتاع بها تأخذها من بين أيدينا عنوة غير عابئة بجراحاتنا، وتتقلب على قفاها من شدة الضحك علينا..

لماذا؟

هذا البوح لا يكفي لإطفاء حرائق الغابات المندلعة بداخلي.. النار تحرقني - تأكلني.. أصبح أنا نارا تأكل بعضها، ولكني للعجب لا أستحيل إلى رماد!

منذورة أنا للحرائق.. ولا شيء غيرها.

سطر بوح أخير: الحزن هو الموت الوحيد الذي نولد بعده من جديد!!

في الذكرى ال29 لميلاد أخضر

في الذكرى ال29 لميلاد أخضر

ل منى بنت حبراس السليمية

29 عاما مضت وكنت أظنها لا تمضي..
أنا التي لم أعرف متى ولدت إلا عندما أصبحت في الصف الثالث الابتدائي!!
كان سباقا كما أحسب تتباهى به الفتيات الصغيرات كلما سألتهن المعلمة عن تواريخ ميلادهن..
وكنت وحدي أقف عاجزة عن معرفة الإجابة..

وعندما سألتُ أمي قالت إنها لا تحفظ تاريخ ميلادي،
وفي الواقع كنت مخطئة بسؤالي لأمي؛ فأمي كانت ومازالت لا تجيد حفظ التواريخ.. إذ نحن وما يحصل لنا تقويمها الوحيد الذي تعرف، فبنا وحدنا تؤرخ أحداث حياتها: عندما ولد أخوك فلان كان كذا، وعندما ولدتِ أنتِ حصل كذا.. وليس مهما بعد ذلك في أي تاريخ من الشهر أو العام أو القرن ما حدث..

الآن أفكر أنه لو قال لي أحدهم يومها أنني ولدت في عام 1945 لصدقته..
فتواريخ ميلادنا شيء لا يعنينا طالما غاب عن الذاكرة، وكل ما لا يرتبط بذاكرتنا ليس مهما أن نعرفه، إنه شيء قبل الذاكرة تحديدا..

ولكني عرفت من شهادة ميلادي أنني من مواليد 30 أكتوبر 1984م؛ ففرحت كمن اكتشف تاريخ الأرض، أو بدء الخليقة!!
فقد أصبح لي تاريخ يؤرخني..  تاريخي الذي يبدأ قبل 29 عاما..
أحببت هذا اليوم (الرقم 30- 10) كثيرا.. فلطالما أحببت مضاعفات العدد 10 التي تجد طريقها إلى الذاكرة سريعا، ولكن هناك ما ارتبط بهذا التاريخ فصبّه كخرسانة لا تتزعزع من ذاكرتي.. فهو يوم ارتبط بوفاة أنديرا غاندي .. في اليوم نفسه، والساعة نفسها، من العام نفسه 1984م.. هذا مما عرفته لاحقا.. (أثق في ذاكرة عمتي رغما عن أنف جوجل الذي قال إنها اغتيلت في 31)

أليس عظيما أن يؤرخ ميلادك بوفاة أحدهم كحجم غاندي؟
ولم أعرف أية فكرة كنت أهجس بها بأن روح أنديرا غاندي هي من يسكنني الآن، وكنت أخاف من الوحدة؛ حتى لا تستفرد بي روحها لتكشف لي ما لم أعرفه ولا أريد أن أعرفه عن السياسة والاغتيالات.. ولكني كعادة المسلمين أسارع بالاستغفار خشية أن أتلوث بفكرة تناسخ الأرواح دون سابق رغبة أو ترصد!!

نعم.. هي 29
أقولها فخرا بسنيني التي مضت، وأعلن بها عهدا جديدا عليّ أن أعيشه، فلست أعاني عقدا عمرية في إعلان عمري الحقيقي، فهو الشيء الوحيد غير القابل للسرقة أو الإنقاص، ولست أجد في نفسي - عند عتبة الثلاثين - رغبة في العودة إلى الخلف يوما..

وتذكروا.. أن غدا هو يوم الشجرة أيضا، يوم آخر اقترن بتاريخ ميلادي في ذاكرتي كذلك، فلعلي كنت سببا في اخضرار العالم!!
أترونني بالغت؟
حسنا حسنا لا تغضبوا.. كنت أعني اخضرار ذاكرتي تحديدا..

ولكني أتفكر الآن.. ماذا أضفت إلى الحياة حتى هذه اللحظة، وماذا أضفت لنفسي خلال سنيني هذه؟
محطة أختم بها أكتوبر لهذا العام .. و29 عاما مضت

محطة نذرتها للتأمل..

فمنذ الغد أنا شخص آخر

30 من أكتوبر 2013م

ترف الكتابة

ترف الكتابة

ل منى بنت حبراس السليمية

الكتابة بالنسبة لمن لا يعانيها ترف، واللاجئ إليها في غمرة الأحزان فارغ!
لا يدرون أنها ابنة الحزن التي لا تولد إلا بمداد الدموع!

فلا تفتش في بضع كلمات عن يقين شاعر أو شكه، ولا عن إيمانه أو جحوده.. فاللغة عنده لا تعرف حدا فاصلا بين الشك واليقين؛ إذ لا يقين أرسخ من يقين كاتب نذر ذاته لرسم ذوات الآخرين، وإن كفرت لغته!

قميص

قميص

ل منى بنت حبراس السليمية

يضيق الزمن كقميص عتيق ما عاد في مقدوره الصمود أمام تمدد الجسد،،
أحيانا أحس أن حتى جسدي ضيق علي، وأن نفسي تريد أن تنفلت وتنسكب في الطرقات ..

أحلام

أحلام

ل منى بنت حبراس السليمية

كلما نظرت إليها أحسست برغبة في احتضانها. أباكيها
وأقول لها ابكي يا أحلام.. ابكي وسأذرف الدموع معك
عيناها تحكيان قصة حزن شاهقة في الألم.. في صمتها وشرودها وحمرة عينيها بوح مخنوق.. يتحين فرصة ليفضح!
تعالي يا أحلام ننفضح بالألم معا!
يقولون: على المعلم أن يعرف أحوال طلابه الاجتماعية، ولكن من يعرف عن المعلم الخدوش الموشومة في جدران نفسه!
سألتها: ما اسم أمك؟ قالت: فلانة
ثم استدركت في الختام وجاءت لتهمس لي: أستاذة أمي توفيت!
يا إلهي! وكأنها قالت لي: أستاذة أبوك توفي!
انفتح الألم على الألم.. لن أفضحه الآن يا أحلام بل سألمه وألم معه حزنك صمتا.
فقلت لها: رحمها الله، أنا أيضا والدي توفي.. تعالي ندعو لهما دائما وكل حين.. أتفعلين؟ قالت نعم.
ومن يومها والحمرة لا تفارق عينيها!

التباس

التباس

ل منى بنت حبراس السليمية

أجمل النصوص هي تلك التي تكتبها على ضوء الحنين، فتنام بعدها.. فإذا بك تصحو على شمس غسلت أوراقك من جريمة الحبر..
فتكتشف أنك في حلم كنت فيه صاحب قلم وورقة ما أحسنت إقامة علاقة ود مع النهار!

سلوى

سلوى

ل منى بنت حبراس السليمية

سأبعث إليك ولا أطلب غير أن تقرأني.. لا أطمع في رد.. ولا أبحث عن ود!
بعض ما أحتاج.. عينا منك تهدهد حرفا يوشك أن يستبد!
اجعلني صفحة يومية تقلبها ضمن جريدة..
وألق النظرة العجلى على بعض النزف، واسأله بأي شيء هذيانه اليوم؟
ولكن لا تسمعه سؤالك!
واصبر إن هاج الدم وجرف فيما جرف بعض أشيائك..
سأعيدها إليك يوما:
ضاحكة، مبتهجة، حسناء
صدقني!
قل عني ما شئت.. وكن على يميني أي رقم..
فإني على الشمال محض نقطة
قرئت صفر!

عصا

عصا

ل منى بنت حبراس السليمية

أفقت فجأة من العدم، على طفلة صغيرة تعبر الشارع المحاذي لبيت خرجت منه مسرعة، إلى الضفة الأخرى حيث يقبع دكان صغير يبيع الحلوى، فلم تنتبه إلا والسيارات تزمر لها بقسوة أرعبتها.

ولا تتذكر من ذاك المشهد غير سيارة صبغت باللونين الأبيض والأزرق الغامق، وعلى سقفها مصباح أزرق مطفأ، أنزل سائقها نافذته فإذا به يلبس قبعة لا تشبه الكمة التي يلبسها أبوها، فقال لها: أتريدين أن تموتي؟ وتذكر أنها هزت رأسها، ولكنها ما عادت تذكر ما إذا هزته نفيا أو إيجابا ..

ولكنها لن تنسى عصا والدها بعد عودته من العمل .. لم تفهم كل ما حدث، ولكنها فهمت ما معنى العصا.

السبت، 11 أكتوبر 2014

نظارة

نظارة

ل منى بنت حبراس السليمية

كنتُ مغرمةً بتقليده في كل شيء
حتى في لبس نظارته التي طالما لبستها خلسة

وعندما أصبحت لي نظارتي التي تشبهه .. ندمت؛
لأنني اكتشفت أن العالم بدون نظارة كان أجمل!

السبت، 4 أكتوبر 2014

السقاية

السَقّاية*

ل منى بنت حبراس السليمية

لا أعرف كم من الوقت أخذتُ من أمي لتشرحَ لي الفرقَ بين العملية الجراحية و"السقاية"..
فقد شهقَتْ أكثر من مرة كلما رحتُ أخبر كل من زار بيتنا أن أخي الصغير أجريت له عملية..

ولكن أمي الآن في غرفة العمليـ......
لا لا.. مازلت أخطئ يا أمي رغم السنين.. إنها غرفة السقايات يا أمي .. السقايات .. متأكدة إنها غرفة السقايات.. ولكني لست متأكدة إن كان للسقايات غرفة!!

لا تخافي يا أمي
إبرة صغيرة تحمل مغذيا لا أكثر
لا مشرط في الأمر
لا لا لن يفتحوا جزءا من جسدك
صدقيني لا يجرؤون

إنها مجرد عمليـ.....

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* السقاية: المحلول الوريدي