نافورة الأمنيات
منى بنت حبراس السليمية
إنها المكان حيث "النساء الراغبات في الحصول على أطفال، والحموات اللواتي كن يمارسن السحر على كناتهن. والعذراوات اللواتي يرغبن في الزواج بأزواج موسرين .. يأتين إلى هذا المكان ويرمين بقطع النقود المعدنية في الماء"، ويرحلن.
كانت رؤيتي للنافورة بمدينة أدنبرة مثيرة لذكريات كل ما قرأته عنها من قبل، وراودتني تلك الفكرة المرحة نفسها التي نفذتها (بمبي) بطلة رواية شرف لإليف شافاق بتسلق سياج النافورة وجمع قطع النقود، ثم أركض بأسرع ما يمكنني - كما فعلت بمبي وأختها التوأم جميلة - في فرح وسرور، وأتجه إلى أقرب الدكاكين فأشتري الحلويات على شكل عصا.
ولكني خشيت من الإحساس نفسه بالذنب بعد ذلك، لأنني سأدرك بأني سارقة، بل أسوأ، "فسرقة أماني الناس أكثر خسة ودناءة من سرقة نقودهن" - شافاق
يصحو الضمير حتى مع أشد المعتقدات سذاجة، فرغم إغراء الصورة يبقى جمالها كما هي .. بقطعها النقدية الملونة من كل عملات الأرض، فتجبرك على أن تحترم المسافات التي قطعها أهلها من أجل مساومة النافورة على أمنية مقابل قطعة نقدية.