كنت دائما قريبة من الموت. قريبة بما يكفي لأن أتيقن من أن الحياة ليست في يدنا، ليست بمستطاعنا، ليست من حقنا.
الحياة التي يطل من عيونها الموت ساخرا لا تستحق أن تعاش. فليكن الموت المباشر، السريع والمباغت، لأنني لا أحتمل هذه السخرية الفجة، حتى أني سألت الله بخشوع أن أموت موتا سريعا؛ لأن الموت البطيء ليس في قدرتي. تكفيني أقساط الحياة، ولا أريد أن أدفع للموت أقساطا أخرى.
فكرت بالموت لدرجة أنني فكرت فيمن سيرث بيتي، أرضي، سيارتي، صالتي، غرفتي في البيت العود، مكتبتي، موقف سيارتي. فكرت في كل التفاصيل. ذهبت بعيدا وتألمت لأنني قد أموت قبل أن أنهي دراستي، قبل أن أنجز مشروعي الخاص، قبل أن أصبح أما. هذه الأخيرة جعلتني أنتشي، لأنني لن أكون سببا في ميلاد روح ينتظرها الموت.
تلعب الحياة والموت معنا لعبة الغميضة، يبحثان عنا معصوبَي العينين، وكلاهما ليس جديرا بنا، كلاهما منزوع الأهلية والإدراك، ووحدنا نعرف أنهما يعبثان معنا، ورغم ذلك نجدنا مرغمين على الاختباء والهرب ليس بداعي مشاركتهما اللعب، ولكن لأن المخرج منهما مفقود، ولا خيار ثالث يمكن أن ينهي لعبتهما السادية بخسارتهما معا.
منى بنت حبراس السليمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق