السبت، 27 ديسمبر 2014

أنا أشبه جودي أبوت

أنا أشبه "جودي أبوت"
ل منى بنت حبراس السليمية

"جودي أبوت" فتاة تشبه أحلامي. كنت أراني في تصرفاتها. في قلمها وطاولتها. في قطعة البسكويت التي تقضمها فتعود بها إلى ذكريات قديمة مؤلمة، وإن لم تتشابه الذكريات.

حتى عندما فازت بقلم حبر نظير حصولها على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة، بكيت مثلها، ولكني أفكر الآن بأن قلم الحبر أنصفها وأنصف مركزها الأول، في الوقت الذي لم تنصفني فيه كل الجوائز التي حصدتها في المدرسة. كانت كلها لا تخرج عن كونها صناديق معبأة بأوان مطبخية، ما بين صحون وأكواب وكؤوس وأباريق، تذهب كلها لمطبخ أمي مباشرة.

الشيئان الوحيدان اللذان لم أشبه فيهما جودي أبوت كانا (ضفيرتيها، وجيفرس بندلتون). تغلبت على الأول بأن حاولت بشتى الطرق جعل ضفيرتي تحلقان كضفيرتي الفتاة الباسمة والبالونات تحملهما، أو أن أظل ممسكة بهما شادة إياهما أفقيا إلى أن يطالني التوبيخ، حتى قررت التغاضي عن هذه الصفة الناقصة مرغمة بحكم الطبيعة. أما (جيفرس) فقد كان تفصيلا لم أحبه قط، لأنه سرق الطفولة كما كنت أراها كاملة في (جودي أبوت) قبل أن يتدخل ويحكم على تفكيرها بالذهاب في اتجاه آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق