خوف
منى بنت حبراس السليمية
تقول لي كلما وجدتْ فرصة: أنا أشعر بمحبتك لي، ولكني أخافك أكثر!
وفي كل مرة ترمي عبارتها هذه، أحاول أن أستوضح منها سر خوفها فأفشل في الفهم، أو لعلها تفشل في الإيضاح.
وأيا كانت مشاعر أختي الصغرى تجاهي، فهي - كما أراها - تشبه قصة قصيرة جدا. مكتنزة ومكثفة وتقول ما تريده سريعا، دون إضافات ولا رتوش. إنها تجيد كتابة الجنس الأدبي الذي يشبهها تماما!
أسعدتني هذه الفتاة مرتين: مرة عندما ولدتْ فوجدتُ فيها دميتي التي هجرتُ لأجلها كل الدمى والألعاب، ومرة عندما اكتشفتُ موهبتها في كتابة القصة القصيرة جدا.
ولستُ أدري ما مبرر سعادتي بكونها تكتب القصة القصيرة جدا! ولكني على الأقل وجدتُ فيها من يشترك معي في حب الكلمات، أيا كان الشكل الذي نصبّها فيه. وعلى الأقل - كذلك - وجدتُ من يفهم معنى الكتابة وقيمتها!
ولكن ثمة فرح ثالث أهدتني إياه مع الأيام، وهو أننا أصبحنا صديقتين أكثر منا أختين. ولكم تندهش عندما أطلب منها مراجعة نص لي قبل نشره، فتقول: "كيف تسألني الناقدة أن أراجع لها نصها؟!" ورغم تحفظي على صفة الناقدة هذه أقول لها: "ليس الناقد ناقدا عندما يكتب نصه الخاص!"
اليوم - في ذكرى ميلادها الثالثة والعشرين - أقول لها إني أحبها كثيرا، وإن كنت لا أزال عاجزة عن فهم سبب خوفها مني. ولكن إذا كان لابد أن تخاف، فلتفعل .. ففي بعض الخوف مكانة أقدّرها لها.
كل عام وأنت حكاية صغيرة جدا لا تريد أن تكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق