"صلالة ليست للأطفال دون الثامنة"
منى بنت حبراس السليمية
عبارة يفهمها أولئك الذين ذهبوا إلى صلالة وبرفقتهم طفل أو أكثر دون الثامنة؛ لأن طفلا بهذا العمر قلما يعرف الطبيعة وفروقاتها، ويصعب أن تلفته خضرة الجبال وشلالات الوديان وعيون الماء ما لم تكن مصاحبة لما يشبه طفولته لهوا ولعبا. أما الطبيعة وحدها فلا تشكل له ضرورة ولا هاجسا، ويصبح سفره مع الكبار عذابا له ولهم.
مدينة يفترض أنها سياحية بلا خدمات ولا دورات مياه كما يليق تسعفه وتسعف أهله متى ما حانت حاجته الفسيولوجية لها، وإذا ما توفرت فهي أدني من أن يقال عنها دورات مياه (دورات مياه منتزه ضلكوت نموذجا).
لا شيء في صلالة لسياحة الأطفال، باستثناء ألعاب مركز البلدية الترفيهي أو إتين لاند الحديث، وفي مجملها ألعاب مكررة بلا اختلاف مدهش ولا جدة مميزة.
وإذا نظرنا خارج ذينك المكانين - إذا ما استثنينا مولات مدينة صلالة - فليس سوى الأكشاك التي تبيع ألعابا قديمة الفكرة. ورغم ذلك علينا ألا نستغرب تهافت الصغار عليها، فقط لأنها المتوفر الوحيد.
الخدمات في ظفار على البركة، بلا تنظيم ولا تنسيق. ومن يقدر من مواطنين ووافدين فبيدهم الخير. عشر سنوات مذ واظبت على زيارة صلالة سنويا. عشر مرات ولم يتغير شيء. الوضع كما هو: بائس ومتعب. ولا مواسٍ لكل هذا إلا الطبيعة وحدها.
في ظفار لا فضل لأحد إلا للطبيعة، ولولا كرمها لما عرفنا ظفار ولا عرفنا فقر خدماتها. ولا أعرف أية أولوية لدى وزارة السياحة إذا لم تكن محافظةً تستقطب مئات الآلاف في فصل الخريف!
حاولت جَهدي أن أوجد العذر لمستثمر لا يجد الأمر مجديا في بذل نقوده من أجل أشهر ثلاثة فقط من العام، ولكني لا أجده لوزارة لم توفر خدمات تحفظ كرامة الإنسان في قضاء حاجته.
صلالة 14 أغسطس 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق