أحمر شفاه
لـ منى بنت حبراس السليمية
في مرات كثيرة كانت تتجشم خطورة عبور الشارع من أجل أن تصل إلى الدكان
وفي كل مرة لا تشتري شيئا.. تطيل النظر في الألوان المصفوفة خلف الزجاج وتخرج.
صاحب الدكان يغمز لها سائلا: أترغبين في شراء أحدها؟
لا تجيبه، فيردف:
- ولكنك صغيرة على مثل هذه الألوان!!
تسمع صديقتها سارة في المدرسة وهي تخبرها عن أمها التي تضع اللون الأحمر
فتشتاق لألوانها المصفوفة خلف الزجاج. تعود مسرعة إلى البيت لتزور الدكان.
في عصر اليوم التالي، أخذت نقودها بيد مرتعشة وقالت لصاحب المحل: أريد واحدا.
سألها بخبث:
- لمن؟
ردت مرتبكة:
- لصديقتي.
- وصديقتك كم عمرها؟
غضبت منه وغالبت خجلها بعصبية طالبة منه عدم التدخل.
أخذ النقود، وناولها اللون العنابي.
أصبحت لها مواعيدها الخاصة مع اللون العنابي في دورة المياه. تضعه على شفاهها كامرأة راشدة. تتأمل المرآة. تطيل المكوث وتسأل: ماذا لو خرجت به؟
تطرد الفكرة وتغسل فمها وتعيد أحمر الشفاه إلى جيبها ومنه إلى جيب حقيبتها المدرسية.
في أيام الامتحانات نسيت أمره ومكانه من حقيبة المدرسة. باغتتها جماعة النظافة لتفتيش الحقائب، فأطل اللون صارخا أمام الطالبات!!
- ما هذا؟
ردت بشيء من الصدمة: هذا.. هذا لـ سارة!
ومنذ ذلك اليوم لم تر قلم أحمر الشفاه.. ولم ترَ سارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق