الاثنين، 10 أغسطس 2015

مرشحو مجلس الشورى: بين الشكلية والقبلية

مرشحو مجلس الشورى: بين الشكلية والقبلية - جريدة الرؤية 2011

منى بنت حبراس السليمية

        طالعتنا الصحف المحلية قبل أيام قلائل بقوائم المرشحين لعضوية مجلس الشورى للفترة السابعة، ولست أنسى اللهفة التي تناوشتني وأنا أنتظر دوري في تصفح قائمة المرشحين عن ولايتي، بعدما تناهبتها أيادي أفراد العائلة بحثا عمن سيهدونه أصواتهم الثمينة، بيد أن لهفتي تبددت هباء، ليس لأنني لم أعثر على من توقعته سيترشح ولم يفعل، وليس لعدم استقرار رأيي على مرشح بعينه حتى الساعة، ولكني تفاجأت من طريقة إعلامنا المقروء في عرض المرشحين، إذ إنني لم أعثر على غير الصورة، والاسم الثلاثي مختوما بالقبيلة، وفقط! فماذا يختار الناخب؟ ثم قيل له إن الطعن في المرشحين يكون خلال أيام خمسة؟ فليت شعري فيم يطعن وكل ما أمامه أشكال وأسماء وقبائل؟!

       توقعت من صحافتنا العتيدة أن تسرد سيرة ذاتية مختصرة عن كل مرشح من شأنها أن تعين الناخب على حسن الاختيار، أما والحال هكذا فليس أمامه سوى معيارين لا ثالث لهما، فإما أن يركن إلى الشكل فيختار الأجمل والأرتب والآنق – كما قال أحدهم بأنه سيختار أجمل المرشحتين عن ولايته أو أوسم المترشحين (وحق له!) – وإما أن يرتكن للاسم (القبيلة)، وهنا عودة لمعيار القبيلة من جديد، إذ لا شيء آخر يجعله يختار غير مرشح قبيلته!

      إن إعلامنا في الوقت الذي ينادي فيه بالتصويت للأكفأ والأنسب، أعجزه – ويا للغرابة – أن يقدم للناخبين دلائل تلك الكفاءة، فأعادهم إلى ما نهاهم عنه، ليقول لهم إن شئتم قبيلة أو شكلا، ولا شيء آخر لمرحلة برلمانية الكل يعول على فرادتها واختلافها عن سابقاتها، وهي فرادة ليس توسع صلاحيات المجلس أوحد مميزاتها، ولكن تأتي في مقدمة تلك المميزات تنامي الوعي، وارتفاع سقف المأمول من هذه المؤسسة الشورية.

      فإذا كنا نطالب الجميع بالمساهمة من أجل تصحيح المسار الذي سلكناه معظمنا في الفترات السابقة من أجل مجلس شورى أكثر نجاحا وتحقيقا لطموحات الشعب، فإننا نطالب الإعلام العماني بأن يكون على قدر مسؤولية المرحلة الراهنة، بما تتطلبه من سيادة للشفافية وتغليب لحق الجميع في المعلومة، تلك المعلومة التي تعين على تحقيق ما ينادي به الإعلام نفسه في حملته من أجل الاستحقاقات القادمة من عمر التنمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق